كـلـي جـروح صاحبة الموقع
عدد المساهمات : 591 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 الموقع : https://kilgroh.hooxs.com/
| موضوع: الزوجة العذراء السبت يناير 02, 2010 11:35 pm | |
| الزوجة العذراء..قماشة العليان
وقفت امام المرآه الكبيره تمشط شعرها الأسود الكثيف...انها تستعد للذهاب لقد قررت ان تذهب وليحدث مايحدث..لن يحدث لها اكثر مما حدث...تطلعت الى المرآه بياس وهمست: -لماذا ياربي خلقتني هكذا؟دميمة لماذا لم تهبني ولو مسحه من جمال؟ لماذا ابدو الى جانب اختي مريم كالقرد المشوه!!لماذا هي جميله وانا لا؟ وتحدرت الدموع على خديها لتغرق وجهها النحيل الأصفر ولكن لا قفزت بسرعه ومسحت دموعها بكفيها وهي تقول لنفسها بصوت خافت: تنقصني الثقه بالنفس...دائما انا هكذا استعد للذهاب وكأنني اخشى المواجهة...كلا...اليوم فقط يجب ان ان تكون لدي الشجاعه لأذهب وأواجه الجميع بدمامتي ولايهمني ماسيقولونه عني... في لحظات كانت قد استعدت وارتدت ثوبها الأسود وققفت تنظر لنفسها في
المرآه..السواد..لماذا السواد...وهمت بأن تغيره عندما فتح الباب ودخلت عليها والداتها
امرأه في العقد الخامس من عمرها....جميلة جمالا مبهراً وان كانت السنين قد اضفت على جمالها مسحه من وقار....نظرت اليها بقسوة وقالت: -سارة الم تكملي بعد ارتداء ملابسك...والدك ينتظرنا في السياره هيا بسرعه
وقبل ان تخرج التفتت اليها قائله:
مريم اختك انتهت من زمن طويل وانت لاتزالين تنظرين لنفسك في المرآه ياسبحان الله!! <<دائما مريم...كل شيئ لمريم الجمال والثياب والحب والدلال..وانا لاشيئ انها اختي ولكنني اكرهها بل امقتها...غصبا عني>>> نظرت لوجهها في المرآه نظرة اخيرة عيناها ضيقتان وانفها كبير المحدب كأنف صقروفمها الواسع وشفاتها
الغليظتان ووجها الشاحب الهزيل وشعرها المجعد المنفوش ..لاشيئ فيها جميل تنهدت بيأس وخرجت من الحجرة تقدم رجلا وتؤخر رجلا ولكنها مصممه ان تواجه الناس بوجهها القبيح انهم لايرون فيها الا هذا الوجه...يالهم من ناس لاتهمهم الا القشور اصطدمت عيناها عندما خرجت بجمال اختها
الباهر....انها تاخذ كل ملامح والدتها القامه الفارعه الهيفاء وشعرها الاسود الحريري..وعيناها الواسعتان وفمها
الجميل وكادت تتراجع كالعاده ولكن لا ان عقلها الان هو الذي يقودها كفاها جبناً وخضوعا لا لن تتراجع بعد الأن نظرت الى اختها مريم نظرات تقطر بالمره وهي تقول: -هيا... قالتها بخمول وكأنها تقول لن اذهب وبادلتها اختها نظره فاحصه وقالت هي الاخرى: -هيا بنا قالتها بنشاط وحيويه ابنه الثامنه عشر وفي السياره كالمعتاد جلست ساره وامها في المقعد الخلفي بينما مريم جالسة بثقه في المقعد الامامي وذلك
حتى يتباهى ابوها بجمالها امام الناس هكذا يقولها ابوها مرار وتكرار ألقت برأسها على المقعد وهي ساهمه..سمعت صوت ابيها وهو يقول ممتدحا ابنته الصغرى مريم: -ماكل هذا الجمال اني اغار عليك من ان تكوني ابنتي
وصفعت اذنها ضحكه امها السعيده وهي تقول: -مريم ستحجب عنا الانظار لجمالها لن يرانا احد الى جانبها شياء على الاطلاق لمعت الدموع في عيني ساره لكنها اخفتها بسرعه رهيبه خشية ان يلمحها احد وهي تبكي ولماذا تبكي؟ ان الله خلقها هكذا دميمة لاتستطيع فعل بدمامتها شيئا انها تغار من اختها الى حد الكراهيه وعندما وصلوا الى مكان الحفل لفتت مريم اليها الانظار بجمالها الباهر وثقتها بنفسها التي لاحدود لها وانزوت ساره في ركن مظلم تجتر احزانها وتندب حظها العاثر ولكن حدثت مفاجاه في الحفل مفاجأه صاعقه...لايمكن احد يتصورها ولايمكن يصدقها انسان.. لقد خطبت ساره..نعم سارة وليست مريم الحلوة..الجميله الرشيقه
خطبت ساره القبيحه المحرومه من الجمال ..خطبتها احدى السيدات لأبنها سعيد...ابتسمت الأم وهي تجيب: -تريدين خطبة مريم بالتأكيد... ولكن السيده ردت عليها بحزم: -كلا نريد ساره هكذا اوصاني ابني... ذهلت الأم تبعثرت الكلمات داخل جوفها ولم تنطق....وبعد فتره صمت طويله اجابت الام بفرحه ممزوجه بالدهشه: -تقصدين ساره ابنتي الكبرى انها تلك التي ترتدي الفستان الأسود اجابت السيده بإصرار:
-نعم انها هي هي التي يريدها ابني
صمتت الأم وهي تفكر بسرعه...كيف يكون هذا...لقد انقلبت الموازين..سارة الدميمة تخطب بينما الاخرى الجميله لم
يتقدم لها احد حتى الان ولكن هذا مستحيل..اين راها هذا الشاب وكيف عرفها حتى يقصدها بطلب الزواج انه بالتأكيد مخطيئ... افاقت الأم على صوت ام سعيد وهي تقول لها: -ماذا قلت ياأم صالح..متى نأتي الى بيتكم لنطلب يدها من والدها رسمياً ترددت الأم قبل ان تقول: -اهلا بكم في اي وقت ولكن..لي شرط ياأم سعيد..وهو يجب ان يراه سعيد وخرجن من الحفل والأم لاتصدق نفسها وساره بادية الوجوم والارتباك وكأنها عرفت مايدور حولها...ومريم مرحه لاهيه كعادتها دائما لاتسأل عن شي وخلال ايام بدأ الأهتمام يحيط بسارة في البيت..الكل يهتم بها..الكل تناسى قبح وجهها امها تدللها وابوها يشفق عليها واخوانها الاربعه يتطلعون اليها في دهشه اما هي كانت في غنى عن ذلك كله كانت لها احلامها الخاصه..كانت تغوص في بحار نقيه من السعاده والدهشه وتتساءل بينها وبين نفسها معقول..أنا القبيحه هناك من يرغب في ان يزوجني ولماذا..وماذا يريد مني..... تعود وتبحث في نفسها... <<ربما انا جميله..ولدي مواطن جمال خفيه لااعرفها..ولكن لا..عيناي الضيقتيان وانفي القبيح ووجهي...لا لست جميله ربما يريدني لشي اخر غير الجمال..ربما جذبه تعليمي نعم..انا متعلمه تعليما متوسطاً وليس عاليا لكن....لا ...ربما جذبه نسبي...انني من عائله محترمه ومرموقه اذن لماذا لايخطب اختي...فهي تملك المال والجمال والتعليم ولكن لا...ربما لايريد هذا كله...ربما يريدني انا فقط دون سواي ربما احبني في خلال اسبوع تقدم سعيد ووالده لخطبة سارة ودخلت والدته وهي تحمل الهدايا لسارة وسط دهشة الجميع
وفرحتهم في آن واحد وفي نفس الليله راها سعيد بناء على طلب الهائلتين معا
انها تتذكر وقوفها في المراه حاولت قدر الامكان ان تبدو حسنة الشكل انها لاتنسى معركتها مع شعرها المجعد واخير روضته واضفت الاحمرار الصناعي على خديها الشاحبتين ولكن ماذا تفعل بعينها وانفها وشفتيها؟ لن تستطيع كل ادوات التجميل ان تغير كل هذا فهي قبيحه امتلاءت عيناها بالدموع ولكن غطتهما بسرعه وكأنها ترفض الدموع وترفض التعاسه لاتعاسه بعد اليوم..ارتدت ثوبها الأحمر الجديد الذي اشترته امها خصيصا لهذه المناسبه...ثوب جميل يبرز نحافه
خصرها وهذا مارادته امها <<اه لاباس اني املك على الأقل خصرا جميلاً>> قالت ذلك لنفسها بصوت خافت
ومررت بالأحمر على شفتيها الضخمتين وخرجت من الحجره
وكادت ان تعود من حيث اتت بعد ان رأت جمال اختها بالمقارنه لها..ولكن لا ...لن تهزم
هكذا قال لنفسها وهي تحاول استعاده هدوئها..وسارت ببطء نحو حجرة الضيوف وهي تفكر بصمت..وجهها جامد..لاحياة فيه.. ستغامر بكل شيئ هذه هي انا والا فليذهب الى الجحيم...ولكن لا...دوت صرخه في اعماقها اذا عدل عن رغبته في
الزواج منها فسوف تفقد الثقه بنفسها ..لا...بل سوف تنتحر
لن تتحمل الصدمه..حاولت ان تطرد كل هذه الأفكار من راسها وامها تناولها اكواب العصير البارد لتقدمة للضيوف وتقدمت بخطوة ثابته ودخلت وهالها مارأت!! يالها من مفاجأأه مدهشه لقد جمدتها المفاجأه.........
يقل لها أحد.؟ لماذا لم يخبرها أهلها..؟ووالدها...لماذا سكت..؟لماذا لم يقل لها بأن العريس أقبح منها بل أقبح رجل في العالم!!!
إنهاا لم تر رجلاً في حياتها بهذا القبح الشديد..انها بالمقارنة اليه ملكة جمال... قصير القامة..نحيل..هزيل..قميء..وجهه يصد الناظرين اليه لدمامته.. عيناه كبيرتان غير مستقرتين..حمراوتان..وأنفه مفلطح كأنف زنجي..وفنة واسع بدون شفتين على الأطلاق ورأسه الأصلع يبرق على ضؤ النور الكهربائي الساطع صدمت ..صدمة شديده..صدمة جعلتها تضحك بشده على غير عادتها..
وأول مره في حياتها تضحك بهذه الطريقه وليس وحدها ... بل امام ضيوف ومن؟ ضيوف يخطبونها..
نهرها اخوها الأكبر واخرجها بقوة من الحجرة ووجهه محمر من شدة الحرج.. صفعتها امها في المطبخ وهي تقول لها بقوة:
-من تظنين نفسك؟انه الوحيد الذي يناسبك..ولن تجدي غيره زوجاً!..
صدمتها هذه الكلمات اكثر من صدمتها بعريسها القبيح..فتساقطت الدموع من عينيها بغزارة ولم تنم تلك الليله..وكيف تنام؟وصورة هذا الوجه المشوه يأتيها حتى في احلامها..هل حقا كتب عليها ان تتزوجه..تتزوجه هو؟نعم..ومن هي حتى تشترط الزوج الوسيم..ليست الافتاه شوهاء..لايخطبها الا امثالها..وبكت بكت بشده وهي تعرف انها لن ترفض هذا العريس وكيف ترفضه ولم يتقدم لها احد غيره حتى الان ولن يتقدم..انها الآن في 24من عمرها ومن يدري اذا رفضت هذا فقد تبقى عانسا طول العمر..وهي لاتريد ان تصبح عانساً تفضل الموت على ذلك..تريد اي شي يعيد الثقه الى نفسها..ولن يعيد اليها هذه الثقه الا اذا اصبحت زوجة.. ليس مهماً زوجة من..المهم ان تصبح زوجه. لتهرب من كلام الناس..ومن جمال اختها ..ومن نفسها
وحالما اشرقت شمس اليوم التالي..اسرعت راكضه الى امها ووجها تبدو عليه اثار السهر والبكاء وقد ازداد قبحا على قبح.. واعلنت الموافقه! ابتسمت الأم بسعاده وهي تشعر وكأن هماً ثقيلا قد انزاح عن كاهلها..وقالت لأبنتها وكأنها تلومها:
-ولكنك اغضبتهم امس ياسارة بضحكك المتواصل..سأحاول ان اعتذر للأم في الهاتف وليتها تقبل اعتذاري وفعلا قبلت ام سعيد اعتذارها ..ولماذا لاتقبل..انه لاتوجد فتاه في الدنيا تقبل بابنها زوجا.. فعلا حضر اهل سعيد في اليوم التالي ليتفقوا مع اهل سارة على موعد عقد القران... وسارة تتأرجح مشاعرها بين الخوف والرجاء,, انها لاتعرف هذا السعيد..لم تعرف عنه سوى وجهه واسمه..ولكن ما يدريها ..ربما كان انسانا بمعنى الكلمة..ربما كان طيب القلب..ان الشكل عاده لايدل على شيئ فهي قبيحه ولكنها طيبه الى ابعد الحدود واختها مريم فائقة الجمال..لكنها انانيه ومعقده ومغرورة وابوها..انها تشبهه رغم انه اجمل منها قليلا..انه طيب القلب جداً..ولكنها تشعر بأنه يكرهها..وربما لانه تشبهه..وهذا ليس لها يد فيه..انه من سخرية القدر..
وعقد قران سارة وسعيد دون حفل يذكر..اقتصرت الدعوة على العائلتين فقط..وقليل جدا من الأقارب وهي التي اصرت على ذلك سارة لاتريد حفلاً..اي حفل..لاتريد ان تكون مضحكة للناس..لمن يعرفها ومن لايعرفها..سيسخرون منها وسيضحطون على اختيارها لزوجها بالتأكيد.. وسيتندرون بشكلهما معا وهما في ثياب زفاف..انها تعرف كل ذلك..بل واكثر سيقارنون بين جمال اختها وقبحها..وسيصبح زوجها لاشيئ الى جانب هيثم ابن عمها الذي عاشت العمر كله وهي تحبه وتنتظره..ولكنه لم يلتفت اليها ولدهشتها الشديده لم يبهره حتى جمال اختهاوتزوج فتاه اخرى من خارج العائله..ليست دميمة مثلها ولكنها ليست جميله في جمال اختها
اجتمعت بها امها ذات صباح بعد عقد القران ..واخبرتها ان العريس متعجل ولايريد التأجيل ويجب ان يحددا معا موعدا للزفاف والذهاب الى بيت زوجها..
ارهبتها الفكرة..فلم تكن تنوي ان تصل معه الى هذا الحد..ان يقفل عليهما باب واحد..وان تجمعهما غرفة واحده..بل وفراش واحد..انها ليست صغيرة على الزواج وتعرف هذا جيداً... ولكن كيف تتحمل ان تتطلع الى وجهه دون خوف .. دون رهبة.. انها تعترف انها دميمه ولكن ليس في ملامحها ذلك الشيئ المنفر الذي تراه على وجهه..نعم ان شكله مخيف..انها خائفة وحزينة..اتصرخ في وجه امها الان وترفض الأمر برمته وترتاح... ولكن انها لن ترتاح ..لن ترتاح وهي تعرف جيدا انها لن تتزوج بعد ذلك ابداً..لن يتقدم لها احد..واذا فرض وتقدم لها احد فربما يكون اسوأ وابشع من الأول..لا.انها فرصتها في الحياة ولن ترفضها.. يكفيها انها ستكون اجمل منه..ولن تدعه ينسى هذا ابداً ..ولسوف ترتاح من جمال اختها ومعايرة امها لها طوال الليل وطوال النهار بأنها قبيحه..حتى اخوتها لم تسلم منهم..يكفيها نظرات والدها لها وهو يمصمص شفتيه بألم وحسرة ..نظراته تعذبها..تشعرها بأنها اقل من اختها بل واقل من فتيات الدنيا باسرها....
افاقت على صوت امها وهي تسألها رايها في الموضوع..ابتسمت لأمها ابتسامة حزينة مثيرة للشفقة وقالت بصوت يائس: -الرأي لك ولأبي ضحكت امها وهي تقول لها هامسه: -لن اوصيك بزوجك ياأبنتي..انت تعرفين اكثر مني انه...
وصمتت..وطال صمتها ...احست سارة بأن امها تريد ان تقول لها شيئا ولاتدري ماهو... اخيراً نطقت الأم بعد تردد كبير..
-اكرمي زوجك ياابنتي ..لن يكون لك غيره..لن تخرجي من بيته الا الى القبر... القبر.. افزعتها الكلمة فلم تنظر الى امها..وهمست لنفسها..<ومايدريك ياأمي فربما هو القبر نفسه>..
استغرق تجهيز سارة عده اسابيع قبل ان تزف الى زوجها..تركت كل شيئ لذوق امها فهي تعرف مايناسبها اكثر منها..اختارت لها امها مجموعة من الثياب الجميلة ومجموعه اخرى من قمصان النوم الفاخرة كها اشياء جميلة..وكأنها تعوضها بها عن جمال ابنتها..
ايضاً دخلت الى زوجها دون ضجيج وبدون حفلات..كانت رائعه في تلك الليله رغم قبحها ان للعروس هيبة خاصه لايهم فيه جمال وجهها.. وبدا هو في حلة الزفاف كأقبح مايكون..ولكن هناك شياء غريباً ظهر على وجهه في تلك الليله عيناه زائغتان..وجسمه يهتز..ويداه ترتجفان..وكأنه خائف من شيئ ما..
انها لم تلاحظ عليه شياء من هذا رغم ان المدعوين من جميع العائلتين قد لاحظوه..كما لاحظوا ارتباكها هي ايضاً والعرق الغريز الذي يتصبب من جبينها.. رغم ان مكيفات الهواء كانت تعمل انذاك..
واصطحبها زوجها الى بيت الزوجية..وحالما اقفل عليهم باب الحجرة حتى قال لها: -اريد ان اقول لك شياء هاما في البداية..
صمتت وهي لاتنظر الى وجهه..تابع وهو يحاول ان يبدو متامسكاً..
-انني لاادري ماذا اقول لك..ولاكيف ابدأ..ولكن ارجو منك ان تفهميني..ربما تكون صدمه لك ولكن كل ماأرجوه ان تقدري موقفي..هل تسمعيني..؟
واجابته بإيماءه من رأسها دون ان تنطق ففاجأها بقوله: -اتدرين انني ..اقصد..اعني...انا انسان عاجز...
نظرت اليه بسرعه وهي مشدوهه وغير مصدقه..... نظرت اليه وكأنها تنظر الى كائن غريب من كوكب اخر
واخيرا وبعد ان زالت اثار الصدمة شهقت بفزع.. ثم شهقت وهي تبكي وتشرق بدمعتها... ولم تنبس ببنت شفه.. والغرفه صامته..غارقه في صمت لايقطعه سوى بكاؤها ونحيبها ولم يتكلم هو وانتظرها حتى تنتهي من البكاء..
ولكنها استمرت تنهنه بصوت خافت..واسندت راسها على حافة السرير ونامت وسط دموعها...
ولم يقربها سعيد في تلك الليله تركها وخرج..ولم تدر اين نام هو..ولاكيف وعندما نهضت من فراشها صباح..
لم تذكر اين هي واستغرقت عدة دقائق وهي تتذكر ماحدث لها واصيبت بغصه في حلقها وهي ترى صورتها في المرآه..ان عيناها متورمتان من كثر البكاء.. انها لم تبك ابدا بمثل هذه الصورة.. انها لاتبكيه..بل تبكي نفسها..وتبكي حظها أمعقول ماحدثها به البارحه؟ ام انه يهزل؟ لاشك بأنه يهزل معها..انه أمر لايصدق..ولايحدث الا نادرا..
ولكنها قررت ان تسأله اليوم عما اخبرها به البارحه وتستحلفه بكل غال لديه بان يقول لها الصدق
ولكن لماذا يقول لها هذا؟وماغرضه من هذا؟ومايرمي اليه؟واذا كان ماقاله صحيحا فلماذا قاله لها البارحه بالذات؟ليلة زفافهما.. هل يريد ان ينفرها منه..ولكن لماذا؟ اسئله كثير تدور في مخيلتها دون جواب!! قررت ان تواجهه وتسأله عن كل شيئ..
وخلعت سارة ثوب زفافها الأبيض بسرعه ولبست ثوب احمر بسيطا..ان اللون الأحمر يضفي عليها جمالا خاصا.. ولكن لماذا تريد ان تكون جميله بنظرة..هزت كتفيها بيأس..وترددت قبل ان تخرج من الحجرة ..كلما مدت يدها الى مفتاح الباب تعود بسرعه الى المرآه لتتأكد من شكلها..واخيرا قد عزمت على الخروج..لم تجده في الصاله.. سارت في ارجاء البيت تتفقده..ولم تجد له أثر..صدمت!!!
..عريس يخرج في صباح ليلة الزفاف!..بالتأكيد هو مجنون..
تناولت طعام افطارها مما وجدته في الثلاجه.. وجلست بعد ذلك تنتظره على اريكة في الصاله ومضى بها وقت وهي تزداد غيظا.ولاتدري ماذا تفعل اذا قدم اهلها ليطمئنوا عليها او حضر اهل العريس.. قد تخبرهم بما حدث؟اما تقول لهم ان العريس جن..ام ماذا تقول؟
وفعلا سمعت صوت الجرس..انه جرس الباب..
وقفت حائرة هل تفتح الباب ام لاتفتح..ربما يكون هو..سعيد..ولكن مستحيل لان معه مفتاح للباب ...لالاربما اهلها قد اتو كيف تواجههم ماذا تقول لهم بدون زوجها؟
وماذا يقولون عنها..لا..ولكن الساعه الان8صباحا ومن غير معقول ان يأتوا في هذه الساعه المبكرة..اذن من يكون الطارق؟ دقات الجرس تتوالى دون انقطاع.. واخيرا طرقات شديده على الباب..وهي حائرة تفكر هل تفتح او لا...؟
واخيرا سمعت من ينادي اسمها من وراء الباب. .ساره افتحي ياساره. .تنبهت وعرفت الصوت..نعم انها ام سعيد ..ركضت لتفتح الباب وهي تتساءل عن سر مجيئها في هذه الساعه المبكرة..
فتحت الباب ودخلت الأم وفي عينيها نظرة قلق ورهبه وواجهتها سارة بنظرات هادئة ثابته رغم مايبدو عليها من قلق...وسألت عن سعيد
فأخبرتها سارة وهي تجتر احزانها..
وفهمت بعد ذلك ان الأم تحاول بشتى السبل ان تعرف ماذا دار بينهما البارحه.. ولكنها لم تعرف منها شيئا ولم تستشف شيئا من وراء صمتها..
فخرجت وهي تبتسم كعادتها ووعدتها بأن تزورها مع اخوات سعيد في وقت لاحق..
واغلقت سارة الباب وراءها وهي تنهد بيأس..
وفي الساعه11 احست بمفتاح يدور في الباب الخارجي فتظاهرت بالنوم..
ودخل عليها سعيد بالحجره..ورغم تظاهرها بالنوم لم تستطع ان تكتم شهقة الفزع وهي تراه يدخل في هيئة رثه ثيابه ممزقه..ووجهه القبيح مليئ بالخدوش والدماء!!..وقبل ان تتحرك من فراشها قال لها:
-ابق في مكانك ..لاشيئ ذا بال..لقد تدخلت في معركة بسيطه مع قريب لي...
ولكنها احست باحساس داخلي بانه يكذب..
ولم تسأله اين نام البارحه..بل لم تسأله عن اي شيئ على الأطلاق..
فضلت ان تسكت على مضض..ومايهمها من أمره حتى ولو كان زوجها..لقد تعودت طوال حياتها الاتتدخل في شئون احد ان الأمر لايعنيها في شيئ..ولايمسها لامن قريب ولامن بعيد..هكذا هي لالاتدخل فيما لايعينها ولكن هذا زوجها..وأمره يعنيها بالتأكيد..فهي شريكته في حياته..ولكن لا..فليذهب للجحيم..انها تعودت الا تتدخل في شيئ لايخصها..
وعاد سعيد الى غرفة النوم بعد ان اغتسل في الحمام..
وما ان راته حتى احمرت وجنتاها خجلا واضطرابا ولكنه قال لها بصوت هادئ: -سارة ارجوك اخرجي اريد ان انام.. صدمتها كلماته ولكن ليس اكثر من صدمتها بزوجها فخرجت بسرعه من الحجره وكانها تهرب من نار واخذت تفكر في الرجل الذي تزوجته..انه فعلا غريب الأطوار كما اخبرتها امه..ترى اين نام ليلة البارح..ولماذا تأخر في العودة..ولماذا يعود بهذا الشكل المزري؟
وفي غمرة التفكير سمعت رنين الجرس اسرعت لفتح الباب..لقد كانوا اهلها..فرحت بهم فرحة انستها ماكانت تعانية منذ لحظات..
راعها جمال اختها فتذكرت قبحها وان كانت نسيته لفترة واحست بكل عقدها ونقائصها تعود قوية كما كانت ولكنها حاولت ان تنسى جاهدت كثيرا لتبدو امامهم عروس سعيده نظرت اليها امها نظرة ذات مغزى وقالت: -سارة اريدك جانبا.. اخذت امها الى حجرة جانبية وهي تعلم مقدما ماذا ستقول لها امها..
وفعلا سألتها نفس السؤال..وتاهت افكارها وهي تجيب امها اجابة مطمئنة لتريح امها وتريح نفسها.. وفعلا رات علامات الارتياح على امها سالها ابوها عن زوجها فاخبرته انه نائم...
ابتسم ابوها ونظر اليها بخبث..فاحمرت وجنتاها من الخجل رغم ادراكها بان لم يحدث شياء وبعد فترة قصيرة ودعها اهلها وخرجوا.. وعاد اليأس يلفها من جديد..
عند الغروب استيقظ سعيد من نومه فاستقبلته فرحه باستيقاظه ولكنه لم يكن فرحا على الاطلاق.. سالها اذا كانت تريد ان تتعشى بالبيت ام في خارجه.. سالها هذا السؤال بروتينيه ممله وكانه لايريد ان يتكلم وقالت له بصوت خافت: -اريد ماتريده انت..
فنظر اليها طويلا قبل ان يقول: -هيا ألبسي ثيابك لتخرجي كان الوقت الذي قضته معه للعشاء من اسواء اوقاتها على الاطلاق .. كان العشاء سخيفاً...وكان هو اسخف..ومضى الوقت مملاً وبطيئا وهما لايجدان مايتحدثان عنه..
وعاد الى البيت والبرود لايزال يلفهما وما ان ضمتهما حجرة النوم..حتى قال لها بصوت مرتجف: -اعلم ان اهلك قد حضروا لزيارتك واعلم انك لم تخبري احد بشيئ..وارجو اان تكوني عند حسن ظني ولاتخبري اي مخلوق وتشجعت قبل ان تقول: -وماهو الذي بيننا..؟
واحست براحة كبيرة وهي تنطق هذه الكلمة لما رات على وجهه علامات الدهشة والتعجب..
احست انه يعاني بصعوبه ليبحث عن اجابه ثم اجابها بحده: -انت تعرفين ماهو الذي بيننا ولاحاجه لااعاده الكلام...
ولكنها ردت بسرعه <<ولكني حقاً لااعرف..انت لم تخبرني بأي شيئ على الأطلاق>> صمت طويلا وكانه يفكر قبل ان يجيب:
-انا وحيد امي بين خمسة اخوات بنات كما تعلمين..ومرضت مرضا طويلا اصبحت بعده فاقد القدرة على القيام بالواجبات الزوجيه..انا لااطلب منك المستحيل ولكن امنحيني فترة من زمن ربما شهور او اكثر
وفي غمرة احساس سارة بالحزن سمعت الباب الخارجي وهو يغلق..ولكنها خرجت لتتأكد..بحثت عنه في الصاله وفي المطبخ وفي الحمام وفي كل غرف البيت ولم تجد له اثر ماذا يقصد من هذا كله.. ولماذا يخرج كل ليله على هذه الصورة؟ ولماذا تزوجها؟ وماذا يريد منها بالضبط؟ وماهي الحكاية؟ لابد ان في الامر سر...ولم تفكر كثيرا نامت بهدؤ لاعلى السرير بل على فراش قديم وجدته في احدى الغرف وضعته جانب السرير ونامت. .وصممت الا تقرب السرير فليس من حقها ان تنام عليه.انها تكره وتكره صاحب المنزل وتكره امها واباها وكل شيئ ونهضت في الساعه 11على يد تهزها .. فتحت عيناها لترى الساعه فدهشت لنومها كل هذه المده..
التفتت لترى وجهه القبيح وقد امتلاء بالدماء والخدوش وثيابه ممزقه
شهقت بفزع اكبر مما كان في الأول افزعها ان يتكرر ذلك للمره الثانيه وعلى يومين وفي نفس الوقت...
وافاقت من دهشتها على صوته وهو يسألها برقه:
-لماذا لم تنامي على السرير البارحه؟
-ولماذا أنام عليه...
-لأنه سريرك ويجب ان تنامي عليه...
صمتت وهي تستجمع قواها لتسأله السؤال الذي كان يدور في رأسها في تلك اللحظه.. -سعيد..اين كنت البارحه..ولماذا لاتنام هنا؟ولماذا يبدو شكلك هكذا مالأمر؟
همس بصوت خافت.. -لاشيئ...
وادار لها ظهره وخرج من الغرفه..احست بحنق شديد والغضب يتصاعد داخل نفسها.. ماها الذي يحدث؟هل هي عروس سعيده..ام ضابط شرطه لتحل كل هذه الألغاز التي تتوالى منذ تزوجته...لا..لن تتركه هكذا... ان في حياته لغز يجب ان تعرفه..وبعد ذلك تقرر اذا كانت تستطيع ان تعيش معه ام لا... نهضت بسرعه من فراشها وطوته سريعا واحتارت اين تضعه ثم اسرعت تبحث عن زوجها قبل ان يخرج...رأته وهو يغتسل في الحمام وخرج دون ان ينظر اليها ودخل خجرة النوم..ولكن لا..لن تدعه يجب ان تواجهه ويضع النقط على الحروف لحقت به الى الحجره..
نظر اليها بدهشه وقال: -ساره ارجوك اريد ان انام..اتركيني من فضلك..
تعثرت الكلمات داخل جوفها ولم تدر ماذا تقول...وخرجت تجر اذيال الخيبه ..ولكن لا... ستنتظره حتى يستيقظ وتسأله ولن تخاف........وجلست تحضر الكلمات التي سوف تقولها له..وتنتظره على احر من الجمر فاحست بهدؤ يلفها لاصوت لاضجيج..وحنت الى بيت اهلها الى كل شيئ حتى المشاكل..الى مراتها الكبيره والى سريرها والى منخدتها المبتله دائما بالدموع..والى اختها ومشاكلها معها..والى ادق الاشياء..لقد كانت سعيده هناك..احسن حالا مما هي عليه الان..ليست زوجه وليست عازبة
في السادسه تماما خرج سعيد من الغرفه.. وقفت ساره مرتبكه تصف الكلمات التي ستقولها..ولكن هربت منها الكلمات..سألها بصوت هادئ: -هل تريدين الخروج معي؟
صمتت وهي تفكر بسرعه...وعقلها يلف مليون لفه في الثانية الواحده..فسألها مره اخرى: -لماذا لاتردين هل تريدين الخروج معي؟
خرج صوتها مرتعشا خائفا رغم انها حاولت جاهده الا يبدو كذلك.. -اريد اولاً ان اناقشك في امر هام
رد باستهزاء وسخريه: -وماهو هذا الامر الهام..
تجاهلت سخريته وابتلعت ريقها قبل ان تقول: -هناك اشياء كثيره في حياتك لاافهمها..منذ تزوجتك وانا اشعر انني امثل فيلما خياليا او اعيش كابوس رهيبا..اريد ان افيق منه..ولااستطيع..انني اعيش ايامي في خوف ورعب ولاادري متى تاتي ولامتى تخرج ولا اين تنام ..ولا..
قاطعها بصوت جاف: -قلت لك لاتساليني الان عن شيئ وستعرفين كل شي لاحقا
قالت بصوت مخنوق: -قل لي بصراحه لماذا تزوجتني؟
صمت طويلا قبل ان يقول: -نخرج الأن ام اخرج وحدي...
ولم تحتمل كل هذا التجاهل فانهارت في بكاء مرير وقالت بصوت تقطعه الشهقات: -اخرج لوحدك.
ولم يشفق عليها وتجاهلها وخرج خطرت لها فكره لماذات لاتبحث في مكتبته وتفتش اوراقه ذهبت مسرعه الى حجرة الكتبه ورات اوراق كثيره مكدسه في كل مكان على المكتب وعلى الكرسي وعلى الارض جلست وراء المكتب ومضت تقرأ الأوراق الكثيرة المتناثره في كل مكان بعضها اوراق امتحانات وبعضها اوراق خاصه بعمل زوجها في التدريس واسماء طلاب وكتب الثانوية العامه لزوجها... لاليست لزوجها..انها لطالبه اسمها فوزيه!!!! انها اخته اسمها الثاني كاسم عائلته...لالالالالالالا ليست لزوجها اخت اسمها فوزيه ربما هي احدى بنات عمه وهي لاتعرفهم انها لما تسمع بهم اطلاقا
ولكن من احضر كتب هذه الفتاه الى هنا...؟ ترى هل كانت حبيبته ام ماذا؟ ربما كان يدرسها هنا في هذا المكتب..ربما هي جميله... اخذت تبحث بهدؤ في ادراج المكتب كلها ولم تجد شياء لكن هناك درجا واحد مقفلا بمفتاح ولم تستطع فتحه اخذت تبحث عن المفتاح في كل مكان واستهوتها الفكرة ونسيت معها الالمها واحزانها واسرعت ركضا الى حجرة نومها تبحث عن المفتاح في ثيابه..بحثت في الدولاب ..ولكن اسفل الدولاب وجدت شياء ..ثوبا قديما ممزقاً وعليه بقع من الدم ربما هو ثوبه امس عندما عاد في صباح...ولكن لا..لقد تخلصت منه بنفسها والقته في النفايات.وكذلك ثوب اول امس...اذن ماقصه هذا الثوب؟ وحالما اخرجت هذا الثوب حتى سقطت منه عدة مفاتيح متعدده الاشكال والاحجام ..ازدات دهشتها ولم تدر ماذا يصنع بكل هذه المفاتيح اخذتها وجربتها ولم يفتح الدرج فكرت بسرعه لماذا لاتكسره...ولكنها خائفه...لكن خائفه من ماذا...منه هو؟بالقطع لا...انه لايكاد يعرف شياء عن بيته؟؟ولكن ربما بالدرج اشباء تهمه..قد يغضب عندما يكتشف انها اطلعت عليها...ولكن لا ستكسر الدرج وليحدث مايحدث.. واسرعت الى المطبخ وتناولت اكبر سكين فيه وذهبت الى المكتب وحاولت فتح الدرج...وفجأه قرع الباب..ولكن لا...ان معه مفتاحا..من يكون ياترى؟ ان الساعه8 مساء ربما اهلها وافرحها هذا الخاطر واسرعت تفتح الباب فوجئت بوالدته واخواته كلهن وقد حملن في ايديهن بضعه اكياس خمنت انها هدايا زواجها بادرتها الام قائله: -اين سعيد ياسارة انني لا اراه..
همست دون شعور -وانا ايضا لااراه
علاصوت الام وهي تقول: -انت لاترينه ماذا تقولين ياساره
-كلا ياخالتي اقصد انه كثير الخروج لدرجه اني اصبحت لا اراه
ضحكت اخته الصغرى وهي تقول: -يخرج وانتما لاتزالان في شهر العسل...هو مجنون بالتأكيد
رنت كلمه اخته في عقلها بشده..مجنون...نعم لابد انه مجنون..كل تصرفاته تدل على ذلك لم يقربها ابد من زواجها وخروجه كل ليله ومبيته في الخارج..وعودته كل يوم بتلك الصورة فكرت ساره ان تسال امه عن احواله ولكنها عدلت في اللحظه الأخيرة فهي امه مهما يكن ولن تخبرها بشيئ حاولت ساره ان تبتسم طوال الوقت وان تبدو سعيده حتى سالتها امه: -اخبريني ساره هل انتي سعيده مع ابني؟ واردفت بسرعه -انه انسان طيب القلب رغم مايبدو عليه الصبر والتفاهم تصلان الى كل شيئ باذن الله لاتنسي انكما في بداية الزواج..
صمتت ساره لانها شعرت شعورا خفيا ان الام لاتريد ردا على سؤالها فقط تريد ان تطمئنها لتعيش معه بهدؤ وبعد نصف ساعه من حضور اهل سعيد دخل هو ورحب بامه واخواته واقترح عليهم ان يذهبوا جميعا الى اهل ساره ولكن الام اعتذرت وطلبت منه ان يوصلهم الى البيت وذهبت معهم ساره ليوصلها في طريقه الى اهلها وحالما دخلت الى اهلها امتلاءت عيناها بالدموع وتذكرت كل شبر فيه..احست ان علاقتها قوية جدا بهذا البيت وانها لاتستطيع ان تفارقه ابدا.. وياللعجب في هذه المره لم يبهرها جمال اختها ولم تعد بغيره اصبحت تشعر في قراره نفسها ان هذه اشياء تافهه لاتستحق التفكير استقبلها ابوها بحب..اول مره ترى نظرات الحب في عينيه..ربما ليست نظرات حب بل شفقه ولكن لايهم..المهم انه احس بها اخيرا وسالها بهدؤ: -هل انت سعيده ياحبيتي ان زوجك انسان بمعنى الكلمه. اومأت برأسها علامة ايجاب وهي تفكر..حتى ابوها يريد ان يطمئنها ويسكن قلبها..كلهم يريدون منها ان تعيش بسلام حتى امها وقفت معهم ضدها لكنها تريد ان تبوح لأحد ان تخبر اي انسان عما يحدث لها
جلست سارة مع امها على انفراد تكلمت سارة: -امي انني خائفه بل انني قلقه انني لاافهم شياء مما يدور حولي
ردت عليها امها قائله: -انا كذلك في بدايه زواجي..كل اللبنات هكذا..يخفن في البدايه
-امي اني لااقصد هذا ابدا انني...
-انا لم احب اباك ابدا في البدايه وبعد ذلك بدأ الحب تدريجيا والان لااستطيع فراقه..
-لا..ليس هذا..انك لاتفهميني..اقصد انه.
-ان زوجك يابنتي رجل طيب ليس مهما شكله المهم اخلاقه
وسكتت ساره احست ان الكلام لايجدي ولن يجدي..لن تفهم امها لأنها لاتريد ان تفهم
ذهبت ساره مع زوجها وهي تحس بغربه شديده..غريبه وسط اهلها..غريبه مع امها..غريبه حتى مع زوجها..القت نظره اليه وهما في السياره عند اشارة مرور..وصدمت للتعابير التي راتها مرتسمة على وجه القبيح كان يبدو خائف مرتعب شاحب الوجه..العرق الغريز يتساقط على وجهه بغزارة .. تابعت نظراته فوجدتها متجهه الى المستشفى كبير على الجهه الاخرى من الطريق زادت دهشتها وزاد استغرابها..وحالما تابعا السير استجمعت قواها لتسأله: -سعيد..مابك؟
-انا..لاشيئ
-كنت اتوقع شياء من هذا القبيل
-ماذا..ماذا...هل تتوقعين شياء..مثل ماذا؟
-اقصد اجابتك هذه هي دائما لاشيئ
-اصمتي ارجوك
وصمتت..نعم صمتت وماذا كانت تستطيع ان تفعل وهو يأمرها بالصمت دائما اخذت تفكر بصمت حتى عندما دخلت بيتها الحزين كانت تفكر اطواره غريبه..تصرفاته اغرب واغرب,لماذا كان خائفا وهو ينظر الى المشفى؟ربما لم يكن خائفا من المشفى..ربما كان هناك شخص يخفيه..لكنها لم ترى اي شخص فقط رات المشفى افاقت من تفكيرها على صوت الباب الخارجي وهو يغلق.. قامت مسرعه تحاول اللحاق به ولكنه كان قد ابتعد..هذه المره شعرت بالخوف..بالخوف الشديد يغمر كيانها انها تخاف ان تنام بمفردها..في المرات السابقه كانت متأكده انه سيعود ولكن هذه المره متاكده بانه لن يعود..لن يعود قبل 11صباحاًمن اليوم التالي كيف تنام وحيده في بيت كبير...لا..لاتستطيع ان تنام ..هل تهاتف امها الآن وتطلب منها ان تاتي لتنام معها؟؟؟او تهاتف امه هو لتطلب اليها ان تاتي..لم يعد هناك اي حل..في كلتا الحالتين سوف تفضح نفسها وسيعرف الجميع انها ليست زوجه سعيده..ولكن ماذا يهمها من الجميع فليذهبوا الى الجحيم المهم انها لاتستطيع ان تنام وحيده وام زوجها افضل من امها على الاقل انها لاتشعرها بانها عبء عليها..وعزمت على هذا الأمر ادارت قرص الهاتف بيد مرتجفه..ولكن لامجيب.. حاولت للمره الثالثه والاخيره ودقات قلبها تتسارع من الخوف ..واخير رد عليها صوت يغالب النوم..
-الو
وسقطت السماعه من يدها من الفزع
ياالهي انه زوجها!!
انه يترك بيته وزوجته ويذهب لينام عند امه..هل هذا معقول...ولماذا؟ وماذا يريد منها حتى يتزوجها؟ لماذا لم يتركها في بيت اهلها؟ لماذا لم يتركها لسريرها ومخدتها ودموعها؟ ماذا يريد هذا الرجل؟ وماذا يريد اهله؟ وماذا يريد هو منها؟
اغلقت سماعه الهاتف بهدؤ...وفي صدرها بركان يغلي ويوشك ان ينفجر في اية لحظة... اسئله كثيرة تطرق راسها بلا جواب...هل تستمر معه هكذا؟متزوجه وليست متزوجه؟
فقط ازداد في حياتها العذاب..وتضخمت دنياها بالحيرة...انها بحاجه لإنسان تحكي له وتشتكي...ويشاركها شعورها واحساسها. هل تخبر امها الأن بكل شي وبالتفصيل؟ ولكن امها لاتريد ان تسمع منها شيئا..اي شيء..امها تريد منها كما يريد الجميع ان تعيش معه تحت اي ظروف.!وعلى اي ارض...!وفي ظل اي سماء...! حتى لو كانت تتعذب فهذا غير مهم..المهم من حولها يبقون راضين سعداء...
ذهبت الى حجرتها تجر قدميها جراً...وسقطت على السرير . .انه لن ياتي هذه المره.........انه لن يأتي ولن يعرف هل نامت على السرير ام لم تنم.. ولايهمه حتى لو نامت في المطبخ انها ليست كأي عروس سعيده تنحصر مشكلتها هل يحبها زوجها ام لا...ان تساؤلاتها اكبر هم من هذا... ان تساؤلاتها مصيريه ومحتومة يجب الرد عليها لقد اهملت حتى نفسها وزداد وجهها بشاعه.. حتى ملابسها تلبسها قبل ان تنظر اليها...اصبح لايهمها الشكل ولا اللون ان لديها شيئا اهم.. حتى وجهها لم تعد تعيره انتباها..لقد ضاقت بكل شيئ
نامت وسط دموعها كما نامت اول ليله اتت بها اللا هنا... نامت بعد ارق طويل وتفكير انهك كل قواها نامت نوما متقطعاً..تخللته احلام وكوابيس كثيرة
وفي السابعه صباحا نهضت وكانها ملت النوم... نهضت فرحه بنور الصباح..الآن تلاشى خوفها وقلقها اللذان اخا منها كل ماخذ.. تناولت افطارها وهي تفكر بهدؤ..يجب ان تجد حلا لكل هذا.. هنا تذكرت امر الدرج الذي ارادت ان تكسرة..الآن يجب ان تكسره...
اسرعت قبل ان تنتهي من افطارها الى حجرة المكتبة..وجدت كل شيئ في مكانه كما تركته اول مره حتى السكين في مكانها..لم يدخل هنا احد غيرها.. واخذت تعالج الدرج بكل مااوتيت من قوة..يجب ان يفتح وبأي طريقه ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل... لم يفتح الدرج وانما تحطمت اجزاء من جوانبه..لم تر منها محتواه... واخذ الياس منها كل مااخذ فشدت شعرها بغيظ والقت بنفسها على ارض الحجرة وهي تبكي بشده..وتجذب اطراف السجاد بغضب.. وفي غمرة يأسها جاءها الفرج فجأه فقد انحسر جانب من السجاده ورات تحتها ميداليه من الفضه تحمل مفتاحا.. مفتاحا واحد فقط تناولت الميداليه بيد مرتجفه ويدها الاخرى تمسح دموعها..اغمضت عيناها بشده قبل ان تحاول فتح الدرج وهي تأمل ان يكون هو المفتاح المنشود وان تجد حلا لكل مشاكلها واسئلتها...
وفعلا دار المفتاح في القفل بسهولة..وفتح الدرج...ويالها من مفاجأه لم تجد فيه شياء سوى مفكرة سوداء اللون ولاشيئ اخر!!!! بحثت في كل انحاء الدرج لدرجه انها سحبته من موضعه وقلبته للتتاكد من خلوه وغمرها الياس من جديد ورفعت يداها لتضرب بقسوة المكتب فتذكرت ان في يداها مفكرة لاتدري محتواها.. وماذا كانت تتوقع ان تجد..هل توقعت اوراقاً ومستندات توضح لها حقيقه او توقعت دماء وسكاكين!! يجب ان ترضى بما وجدته وفعلا اعادت كل شي كما كان عليه ووضعت المفتاح في مكانه واخذت معها المفكرة السوداء الى حجرتها وفتحتها
انها عبارة عن مذكرات يوميه مكتوبه بخط اسود دقيق انها فتاه تتحدث عن ايامها...ترى من هي؟ ان الأسم غير مكتوب على الأطلاق..فقط التواريخ والأيام ودفعها فضولها الى ان تقرأ في هذا الدفتر...
:
الأحد16-2 عدت اليوم من المدرسة متعبه فاألقيت بكتبي على اقرب اريكة ونمت وصحوت بعد ساعه فقط على اصوات اخوتي وهن يتشاجرن عند راسي صرخت فيهن ان يسكتن..تحولت المشاجرة نحوي..في ذلك اليوم ضربتني امي وبكيت بكاء شديدا..لماذا انا التي تضربني امي دون عن اخوتي؟ انها تكرهني...ربما لأنهن جميلات اكثر مني او ربما لأني قبيحه العائلة
:
توقفت ساره عند هذا الحد من القراءه وهي سارحه بفكرها..ترى من هي هذه الفتاه.. ان قصتها تشبه قصتها الى حد بعيد.. ان في حياة هذه الفتاه ملامح كثيرة من حياتها هي...ترى من هي؟ ولماذا يحتفظ زوجها بمذكراتها اليومية في درج مكتبهه؟ترى هل هي تهمه الى هذه الدرجه؟ترى هل هو يحبها؟ ومضت تقرأ بلهفة شديده
:
الخميس 20-2 اليوم رايته..قابلته خلسة من اهلي..تحملت مصاعب جمة لكي اراه..قلت لأمي انني اريد زيارة احدى صديقاتي..وافقت امي على مضض, ولكنها طلبت مني ان ترافقني احدى اخواتي الصغار رافقتني اختي الصغيرة واخذتها وانا واثقه بانها لن تفهم شياء..انها في الخامسه من عمرها...وهناك رايته عند صديقتي..انه اخوها...نظر الي بلهفه وامسك يدي في حب انه يحبني انا متاكده من ذلك..سألني ان يتقدم لخطبتي ولكنني طلبت منه ان يؤجل الأمر حتى انتهي من دراستي الثانوية..انه حبي وكل شيئ في حياتي
:
تنهدت سارة بصوت مسموع..اذن هي تحب.. ترى هل هو زوجها هو الشخص الذي تحبه تلك الفتاه؟ ترى هل عاش سعيد قصه حب قبل ان يتزوجها؟ ومع هذه الفتاه بالذات؟ واحست بالشوق الشديد لقراءه هذه اليوميات فلربما استشفت من ورائه شيئ..والا لماذا يحدو بسعيد ان يخفيه في درج مكتبه بالتاكيد هو من تحب هذه الفتاه.. وعادت سارة تلتهم السطور
:
الأثنين24-2 انني احبه كثير وهو انسان مرموق ولن يرفضه اهلي اذا تقدم لخطبتي..ولكني خائفه منذ صغري وانا اشعر اني مختلفه عن بقيه البنات..اشعر بانني نسيج بمفردي..حتى اخواتي لااشعر بأنني منهن..لااستطيع الأندماج بسهوله مع واحد منهن اليوم حدث خلاف حاد بيني وبين زميلتي صفاء..ليس من عادتي ان اختلف او اتناقش مع اي طالبه حتى اخوتي اتحاشى النقاش معهن..بطبعي احب الوحده والأنطواء..ولكن صفاء تعدت كل شيئ واهانتني قالت لي بالحرف الواحد<<انت انسانه غريبه..ايوجد فتاه في مثل سنك لاتعرف كيف تختار ملابسها ولاتضع المكياج>> نظرت اليها باحتقار وانا ارد<<لاشأن لك بي>> وكلمه منها وكلمه مني تطور النقاش الى عراك بالأيدي..وتدخلت مجموعه من الطالبات لفك النزاع والا كنت مزقتها باسناني صفاء على حق فانا بطبعي لااحب الملابس والمكياج كأخوتي ..ربما انا معقده لانني اشعر بانني قبيحه
:
عند هذا الحد سمعت سارة المفتاح يدور في قفل الباب الخارجي نظرت الى الساعه فوجدتها الحاديه عشر تماما كما اعتاد زوجها ان يعود كل يوم اخفت المفكرة بسرعه تحت السرير وهي تتخيل شكله ككل يوم وفعللا دخل عليها الحجرة بثيابه الممزقه والدماء تنزف من انفه وملابسه ولم تفاجا ولم تهتزلها شعرة..فقط نظرت اليه بهدؤ وقالت بملل دون ان تنتظر الرد
-ماذا حدث لك اليوم ايضاً؟
كالعاده ادار لها ظهره وخرج قائلا: -لاشيئ.فقط معركة بسيطه مع بعض الاصحاب
ابتسمت بسخريه وهي تقول لنفسها يجب ان اكتشف السر وباي طريقه احست ساره بان هذه المفكره لن توضح لها الحقيقه كما كانت تتوقع..لن تجد فيها شياء مهم.لن تجد فيها الشعاع الذي يحيل حياتها الداكنه الى انوار باهرة قويه تسطع منها الحقيقه
خرج من الحمام ودخل الحدرة وهي كما هي مكانها لاتتحرك..وفجأه ومضت في ذهنها فكرة جهنميه وقررت تنفيذها بسرعه انه اختبار بسيط لترى مدى استجابته لها...وقف ينظر اليها بذهول وهي مستلقيه على السرير باسترخاء افاق من ذهوله بسرعه وهو يقول لها: -سارة اخرجي اريد ان انام من فضلك
تمطت وهي تقول: -ولكنني اريد ان انام..
-لاارجوك اخرجي..
-انني لم انم البارحهع من شده الخوف انني لااستطيع النوم بمفردي
-ارجوك
-ارجوك انت ارحمني ان حياتي معك كلها الغاز..منذ تزوجتك وانا لااعرف طعم الراحه ولكن ان تتركني انام بالبيت بمفردي كلا والف كلا انام في بيت اهلي افضل لي انني.........
وتوقفت فجأه عن الكلام..راعها ما رات على وجهه من ملامح الخوف والألم.. احست انه في صراع شديد من نفسه وفعلا انبثقت الدموع من عينيه.. وتحدرت الدموع لتغرق وجهه وحاول كتم شهقه بكاء ولكنه لم يستطع نظرت اليه في دهشه ممزوجه بالشفقه وكادت تبكي لمنظره ولكنها خرجت من الحجرة بسرعه للتتحاشى احراجه..والقت بنفسها على مقعد كبير في الصاله وصدرها يعلو ويهبط من شده الانفعال ..واخيرا..اخير هدأت واخذت تفكر بهدؤ مثبته نظراتها في اتجاه واحد لايتغير لماذا فعل ذلك؟ لماذا لايريد ان يقربها ابدا؟
انه يكذب..انه ليس مريضاً..فلو كان مريضاً حقا لحاول على الاقل مجرد محاوله.. او حتى لم يجزع عندما يراها مستلقيه على السرير وترفض المغادرة ولماذا يبكي بهذا الشكل؟ انها تخاف من ذلك والان ماذا تفعل ؟هل تتركه وتذهب الى بيت ابيها؟ ياالهي..وماذا سيقول الناس عنها؟ بل كيف سيواجهها اهلها...امها..انه لم يمض على زواجها ايام...سيقولون عنها الأقاويل
وسيضربها ابوها وستقول لها امها:<انه انسان نبيل وانت لاتستحقينه>>..
لن يفهم احد..ولن يقدر احد..ولكن ماذا تفعل بهذا العذاب الذي اصبح ينوء بحمله كاهلها..
انها تستطيع ان تتحمل هذا كله ولكن كيف؟..كيف تبقي في بيت كهذا بمفردها ليلاً؟
طرات على ذهنها المفكرة السوداء احست بحنين لقراءه يوميات تلك الفتاه
ولكن كيف تاخذ اليوميات وهي خباتها تحت السرير الذي ينام فوقه زوجها
حاولت ان تدخل بهدؤ على اطراف اصابعها فانها لاتتحمل ان تجلس كل هذه الساعات وحيده بانتظار استيقاظه من النوم انها لاتتحمل على الاطلاق
وفعلا فتحت الباب بهدؤ ولكن سمرتها المفاجاه امام الباب المفتوح لاتقوى على الدخول
فتحت عيناها واغلقتها بشده لتتاكد ممن تراه واذهلتها المفاجاه انه نائم نعم ولكنه يحتضن ثوبا اصفر..
ثوب امراه..لاليس احد ثيابها..انها لاتحب اللون الأصفر
ثوب من هذه الذي يحتضنه بشده وكانه يحتمي به من شرور الدنيا
ربما هو ثوب المرأه التي يحبها..او ربما هو متزوج باخرى غيرها
لكنها لم ترى هذا الثوب قبل الان..مالذي جاء به به الى هنا
قالت بصوت هامس<تباً له انه كومه من الاسرار..ليتني استطيع الخلاص منه>> وبحركه خاطفه اخذت الكتاب من تحت السرير وخرجت واخذت تقراه في الصاله
:
الأحد1-3 لم اذهب اليوم الى المدرسة..انني اكرهها وليتني لااذهب اليها ابداً..اكره كل شي فيها حتى صديقاتي لااشعر بالأنتماء اليهن..اشعر بغربه شديده اتت امي في الصباح لإيقاظي من النوم مع اخوتي ولكنني تظاهرت بالمرض وبقيت في السرير اتقلب من جنب الى جنب وفي العاشرة صباحا اخذت الهاتف الى حجرتي انها فرصه لأحادثه..فلت استطيع احادثه وسط ضجه اخوتي ولكنني لم اجده في المكتب او ربما رفض ان يتحدث لي لقد بدأ يتهرب مني...انني اشعر بهذا منذ فترة قصيره..معه حق هو يريد الزواج وانا اتهرب منه وكيف لااهرب من الزواج وانا اشعر بااني لست طبيعيه كبقيه البنات انني في السابعه عشر والدورة الشهريه لم تأتني بعد انني اخاف ان اسال امي في هذا اخاف اسئل اي انسان
:
وفي هذه اللحظه سمعت سارة صوت الهاتف يرن وتناولت السماعه وسمعت صوت ام سعيد: -ساره كيف حالك وكيف حال سعيد
-نحن بخير
-ماذا بك ياسارة؟هل انت متعبه؟
-كلا ياخالتي ولكنني لم انم ليله البارحه
لم ترد ام سعيد وسمعت صوت تهدج انفاسها من سماعه التلفون واخيرا قالت بصوت قلق: -لاباس عليك المهم اننا نتظركم الليله على العشاء انت وسعيد لاتنسي
واقفلت السماعه دون ان تنتظر الرد واسرعت ساره تحتضن المفكره بلهفه شديده وفتحتها بسرعه
:
السبت7-3 يالها من مفاجاه زلزت كياني..انني لااستطيع ان اصدق حتى امي وابي اصيبوا بصدمة شديده لايزالون يعانون منها حتى الآن ولكنهم على الاقل فرحون..كلهم سعداء ولكن ماشعوري انا بالضبط انني لاادري هل افرح ام احزن؟ هل حقاً ساتحول الى رجل!!!!!!!!!!!
:
توقفت ساره عن القراءه وهي لاتكاد تستطيع ان تبتلع ريقها من شده الأنفعال وعادت الى القراءه
:
هل حقاً ساتحول الى رجل!!!!!!!!!!! ان الطبيب اخبرنا اليوم بذلك..وقال لابد من اجراء عمليه عاجله لتحديد الجنس ياالهي سااتحول الى رجل بعد فترة قصيرة لاتتجاوز الاسابيع انني لااحتمل الفكرة رغم انني كنت اعاني في حياتي السابقه نم عدم اندماجي في حياة البنات..ماذا افعل وكيف ساتصرف امي فرحه جدا واي فخور بان الله حقق له امله اخير في ان يكون له ولد وسط خمس بنات
:
توقفت ساره عن هذا الحد ودموعها تطفر من عيناها مامعنى هذا؟هل يعقل؟هل تتصور هل يمكن؟ وكيف واين ومتى ولماذا؟ترى هل سعيد الذي ستزوجته يمكن ان يكون هو الفتاه صاحبه المذكرات هذه؟؟؟؟!
ترى هل كان فتاة في يوم ما...ان هذا يفسر كل شيئ....لاتحتاج ابداً لتفسير اكثر من هذا واقشعر بدنها بشدة وهي تتخيل انها تعيش مع فتاة كزوج وزوجه واغمضت عيناها وكأنها تنفي هذا الأحتمال..ولكن لماذا ياربي لماذا يكون هذا هو نصيبها من الدنيا ارادت ان تعيش بسعاده فعاشت التعاسة كلها وفكرت هل تكمل قراءة هذه المذكرات ولكنها تشعر بالغثيان فاسرعت الى الحمام لتلقي مافي جوفها واستسلمت على الاريكة وهي تشعر بتعب شديد بعدما لقته واغمضت عيناها لترتاح قليلاً ولكنها نامت نامت دون ان تدري وفتحت عينيها لتجد امامها بكامل ثيابه والمفكرة بيده تذكرت ماحدث فشعرت بخوف يسري في بدنها واحست انها مريضه..مريضه جداً نظر اليها بلق ويداه ترتجفان وقدماه ترتعدان ان بدنه كله يهتز بعنف وبادرها قائلا ونظرات القلق واضحه في عينيه:
-سارة جاوبني بصراحه ماذا عرفت بالضبط وماذا قرأت في المفكرة
تكلمت دون ان تنظر اليه: -عرفت كل ماينبغي ان اعرفه منذ زمان والان يجب ان افهم ماموقفي بالضبط وماهو دوري الذي من المفروض ان اقوم به في حياتك
-سارة ساقول لك كل شيئ ولك حرية الأختيار ولكن عديني اولا ان كل مايقال بيننا لن يعرفه احد
همست بصوت مبحوح: -اعدك
-لقد كنت اتمنى ان اصارحك بكل شي منذ البداية ولكني خف | |
|
مابنكسرصابر عضوشرف
عدد المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
| موضوع: رد: الزوجة العذراء السبت يناير 09, 2010 1:17 pm | |
| قصه جميله جدا ومؤثره ولكن اتمنى لو فيه جزء ثانى لتكون نهايه جميله | |
|
كـلـي جـروح صاحبة الموقع
عدد المساهمات : 591 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 الموقع : https://kilgroh.hooxs.com/
| موضوع: رد: الزوجة العذراء السبت يناير 09, 2010 1:25 pm | |
| | |
|